إعداد: سارة عامر تقديم: نهاوند العبودي المونتاج الإذاعي: هنادي الحسناوي أصبح الفضاء الافتراضي في هذا العصر مؤثرًا عميقًا في تشكيل وعي الجيل الجديد حتى بات كثير من الشباب يستمدون قيمتهم وذواتهم من التفاعل الرقمي وعدد المتابعين والإعجابات، لقد تحولت المنصات الاجتماعية إلى مرجعيات بديلة عن دور الأسرة والمربين، مما أحدث فجوة بين الأجيال وأضعف التواصل الواقعي، ومع هيمنة الثقافة الرقمية تراجعت الثقافة الورقية والتقليدية، لتحل محلها ثقافة سريعة ومتقلبة تغيّر المفاهيم والمرجعيات باستمرار، وتبرز اللغة بوصفها التحدي الأبرز في الحفاظ على الهوية، فمع انتشار اللغة الهجينة الممزوجة بالإنجليزية والرموز والأيقونات، يفقد التواصل أصالته ودفئه الإنساني. إن هذا التحول أفقد الجيل الرقمي الإحساس بالثبات والديمومة، وجعله يعيش بين عالمين متناقضين: عالمٍ افتراضي متخيل وعالمٍ واقعي هشّ، وقد ولّدت هذه الازدواجية اضطرابًا في الهوية وتوترًا نفسيًا نتيجة تعدد الأقنعة الرقمية التي يرتديها الفرد في كل منصة. إن الحفاظ على هوية أصيلة ومتوازنة في زمن التعدد الرقمي يتطلب وعيًا لغويًا وثقافيًا عميقًا يعيد البوصلة نحو الذات الحقيقية، ويحفظ للإنسان جذوره في عالمٍ يتبدل بسرعة الضوء.