تفاصيل الحلقة
الحلقة الخامسة: إبطال الحسنات بالسيئات.. قراءة في العلاقة بين العملين
إعداد: منال الخزرجي تقديم: فاطمة نجاح إخراج: خديجة الموسوي قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ﴾، فالإحباط في اللغة يعني إبطال نفع العمل وزوال أثره، ويُقال: حبط عمله إذا أفسده بعد إنجازه، ومن شواهده ما ورد في الدابة التي تُفرط في الأكل حتى تموت فيقال: حبِطت، وفي اصطلاح المتكلمين هو زوال أثر الطاعة وهو الثواب حتى كأن العمل لم يقع، وقد جاء في القرآن الكريم: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ليدل على أن الكفر يسقط ثمار الأعمال، وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى﴾، و﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ﴾، لبيان أن بعض الأفعال اللاحقة قد تذهب ببركة الطاعات السابقة، وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «مثل الصلاة مثل عمود الفسطاط، إذا ثبت العمود نفعت الأطناب والأوتاد والغشاء، وإذا انكسر العمود لم ينفع طنب ولا وتد ولا غشاء» لتأكيد أن الصلاة هي عمود القبول، فإذا فسدت لم ينفع ما سواها، بل قد تنقلب الأعمال ضد صاحبها كما فيمن يقرأ القرآن والقرآن يلعنه، وأشار القرآن إلى من خلط عملا صالحًا وآخر سيئًا فبقي مصيره معلّقًا برحمة الله، فمن غلب خيره على شره رُجي له العفو والمغفرة، ومن غلب شره على خيره عرّض نفسه للعقاب، أما من قدّم خدمات للإنسانية وهو كافر بالله فقد انتفع الناس بعمله في الدنيا لكنه يُحرم من ثوابه الأخروي لأن شرط القبول هو الإيمان، وهكذا يتضح أن الإحباط مظهر من عدل الله حيث يرتبط أثر العمل بصفاء النية وصحة الاعتقاد.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.
آخر الحلقات