تفاصيل الحلقة

الحلقة الثانية عشرة: أمر بين أمرين: لا جبر ولا تفويض

25 جمادى الأولى1447 هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: منال الخزرجي تقديم: سارة عامر إخراج: خديجة الموسوي تقوم هذه الحلقة على بيان العقيدة الإلهية التي جسّدها أهل بيت النبوّة (عليهم السلام) في مبدأ الأمر بين الأمرين، وهي العقيدة التي تنسجم مع الإيمان بعدالة الله وتوحيده وشمول حكمه لكل الوجود، إذ أكّد الإمام الصادق (عليه السلام) هذا المعنى بقوله: «لا جبر ولا تفويض، إنما أمر بين أمرين»، وقد منح الله الإنسان العقل والقدرة والحرية ليواصل مسيرة التكامل، فيما تبقى هذه القدرات مستمدة منه تعالى على الدوام، فالإرادة الإنسانية فاعلة لكنها محاطة بالفيض الإلهي الذي لا ينقطع، ويؤكد القرآن الكريم هذا المبدأ في آيات عديدة تُظهر حرية الإنسان في اختياراته ضمن سلطان الله الشامل، وقد وردت روايات كثيرة توضّح هذه العقيدة وتكشف كيف واجه الإمام الصادق (عليه السلام) الانحرافات الفكرية التي جعلت البعض يفهم الأمر بين الأمرين فهمًا مشوّهًا، ويترتب على هذه العقيدة آثار عملية عميقة في حياة الإنسان وسلوكه وعبادته ودعائه وتوكّله، إذ يشعر المؤمن بأنه مسؤول عن أفعاله ومفتقر في آنٍ واحد إلى عون الله ولطفه، ويتجلّى هذا الوعي في التوسل والصدقات والاستخارة وغيرها من مجالات الارتباط بالله، كما تتصل هذه العقيدة بمسألة اللوح المحفوظ ولوح المحو والإثبات، حيث يظهر البداء بوصفه مظهرًا لتفاعل إرادة الإنسان مع تقدير الله من غير أن يخرج الأمر عن قدرته ومشيئته، فتتكامل الحرية البشرية مع الهيمنة الإلهية ضمن نسق عقائدي يحقق التوازن والعدل الإلهي.