إعداد: عهود العارضي تقديم: نهاوند العبودي الإخراج الإذاعي: هبة قاسم الضيفة: علياء حسين شياع/ هندسة حاسبات يشكّل الحديث عن دور القيم الدينية في الوقاية من الابتزاز الإلكتروني محورًا مهمًا في وقت تتسع فيه الفضاءات الرقمية، فالقيم الدينية هي أساسٌ يُبنى عليه السلوك وميزانٌ يهذب النفس ويضبط علاقة الإنسان بذاته وبالآخرين، ومن خلالها يتعلم الفرد احترام الخصوصية وحفظ الكرامة والتحلي بالحياء والابتعاد عن مواطن الضعف التي تفتح أبواب الاستغلال، وهذه القيم تمنحه وعيًا راشدًا يحميه من الفخاخ الإلكترونية التي تستهدف المشاعر الهشّة والفراغ النفسي. ومع توسّع استعمال التكنولوجيا، يساعد الوعي الديني الإنسان على التمييز بين العلاقات الآمنة والتفاعلات المشبوهة، فيبتعد عن مشاركة خصوصياته ويتجنب الانجرار وراء محادثات قد تُستغل ضده، كما تسهم القيم الدينية في بناء شخصية متزنة تستثمر وقتها فيما ينفع وتبتعد عن المساحات الرقمية التي تفتح المجال للمخاطر، فيكون اتخاذ القرار أكثر نضجًا ورشدًا، وعلى مستوى المجتمع تُنشئ هذه القيم ثقافة احترام متبادل تحافظ على خصوصية الآخرين وتمنع استغلال معلوماتهم، فتتحول الأخلاق إلى ممارسة يومية تعزز أمن الأفراد في الواقع والعالم الرقمي معًا. ومن هنا تبرز الحاجة إلى برامج تربوية ودينية تُعيد ترسيخ هذه القيم في نفوس الناشئة والشباب، وتمنحهم وعيًا حديثًا يناسب تحديات العصر الرقمي، ليكونوا أكثر قدرة على حماية أنفسهم من التهديدات الإلكترونية، فالتَّحصين الذاتي يبدأ من الداخل، من وعي ديني يتحول إلى سلوكٍ يحفظ الأسرار ويصون الخصوصية ويُحسن اختيار الدوائر الرقمية، ليظل الإنسان ثابتًا على قيمه، آمنًا من الابتزاز.