تفاصيل الحلقة

الحلقة الرابعة: تأملات في سورة البقرة / الجزء الثالث

1430
مشاركة الحلقة
image

إعداد وتقديم: سوزان الشمري المونتاج الإذاعي: إخلاص محمد تطرّقت هذه الحلقة من برنامج تأملات في القرآن الكريم إلى قوله تعالى من سورة البقرة: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ ۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. وبيّنت الحلقة معنى الفعل (استوى) في اللغة، إذ إنّ أصل الفعل استوى يدلّ على التمام والاعتدال والعلوّ، ويُقال: استوى الشيء أي تمّ وكمل. ومن الناحية النحوية، ذُكر في الشرح أنّ الفعل قد يكون لازمًا لا يتعدّى إلى مفعولٍ به، وقد يكون متعدّيًا. ثم أوضحت الحلقة أنَّ الفعل (استوى) في القرآن الكريم ورد على ثلاثة أحوال نحوية: لازمًا غير متعدٍّ، مثل قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} أي اكتمل ونضج، ومتعدّيًا بحرف الجر (على)، كما في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، ومتعدّيًا بحرف الجر (إلى)، كما في قوله تعالى هنا: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}، أي قصد إليها قصد تدبيرٍ وإتقانٍ وتسوية. وفي كلّ حالةٍ من هذه الحالات الثلاث، يكون للفعل (استوى) معنى يليق بالسياق القرآني الذي ورد فيه، وهو من دقائق التعبير العربي التي يظهر فيها الإعجاز اللغوي في القرآن الكريم. وهكذا، سلّطت هذه الحلقة الضوء على جمال البنية النحوية ودقّة اختيار الألفاظ في كتاب الله العزيز، وكيف تُوظَّف الأفعال وأدواتها لتدلّ على المعاني ببلاغةٍ وإحكام.