إعداد وتقديم: سوزان الشمري المونتاج الإذاعي: إخلاص محمد تطرقت هذه الحلقة من برنامج تأملات في القرآن الكريم لقوله تعالى: {لقَد تَّابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ}. وقد وردت هذه الآية في سياق الحديث عن غزوة تبوك، التي وقعت في السنة التاسعة من الهجرة، حيث خرج النبيُّ (صلى الله عليه وآله) بجيشٍ عُرف باسم جيش العُسرة لما صاحب خروجه من مشقّةٍ وضيقٍ في الموارد، فتعذّر على كثيرٍ من الناس الخروج للجهاد مع رسول الله (صلى الله عليه وآله). وفي هذا الموقف العظيم تمايز الناس إلى فِرَقٍ شتّى: فمنهم المثبِّطون الذين حاولوا إحباط العزائم، ومنهم الناصرون الذين لبّوا النداء، ومنهم البكّاؤون الذين لم يجدوا ما ينفقون فبكوا حسرةً على عدم القدرة على المشاركة. ومن خلال تدبّر السورة، يتّضح أنها تضمّنت موضوعين رئيسين هما: علاقة المسلمين بالمشركين وأهل الكتاب، وما تضمّنته من أحكام، وكشف أسرار المنافقين، وبيان مواقف الناس من النبي (صلى الله عليه وآله) في المدينة.