تقديم: هند الفتلاوي إعداد وإخراج: نور حسن الضيفة: الأستاذة حوراء الأسدي/ أستاذة في علم الأخلاق. قساوةُ القلبِ وآثارُها على الفردِ والمجتمع، هي من أشدِّ الأمراضِ التي قد تُبتلى بها القلوبُ فتغدو جافّةً لا تلينُ لذكرٍ ولا تخشعُ لدعاءٍ ولا تهتزُّ لموعظة، فإذا تمكّنت القسوةُ من القلبِ حجبته عن لذّة المناجاةِ وطمأنينةِ القرآن، وجعلت صاحبَه يسمعُ الموعظةَ كأنها لا تعنيه، فيمضي في دنياه غافلًا عن نورِ الهدايةِ ورقّةِ الإيمان، وقد بيّن أهلُ المعرفةِ أن قسوةَ القلبِ حاجزٌ يحولُ دون الانقيادِ لروحِ الإيمانِ والانتصارِ على نزغاتِ الهوى والشيطان، حتى عُدّت من علاماتِ الشقاء كما ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من علاماتِ الشقاءِ جمودُ العينِ وقسوةُ القلبِ وشدةُ الحرصِ في طلبِ الرزقِ والإصرارُ على الذنب، وهذه الصفةُ المذمومةُ لا تؤذي صاحبها فحسب، بل تتركُ أثرها على المجتمعِ فتُشيعُ فيه الجفاءَ والغلظةَ وتُطفئُ روحَ التراحمِ والتعاطف، وفي هذه الحلقة تمّ بيانُ الوسائلِ التي تُعينُ العبدَ على تليينِ قلبه واستعادتهِ لصفائهِ الأول، من الإكثارِ من الذكرِ وتلاوةِ القرآنِ بتدبّر، ومحاسبةِ النفسِ وملازمةِ الاستغفار، وصحبةِ أهلِ الخيرِ والبصيرة، حتى يعودَ القلبُ حيًّا نقيًّا، تفيضُ منه الرحمةُ، ويستنيرُ بنورِ الطاعةِ والقربِ من الله.