إعداد: سارة عامر تقديم: نهاوند العبودي المونتاج الإذاعي: هبة قاسم بقلوبٍ حرّى نعزي العترة المطهرة والإمامين الكاظم والرضا (عليهما السلام) برحيل السيدة الجليلة فاطمة المعصومة (سلام الله عليها)، سائلين الله أن يرزقنا زيارتها وشفاعتها، وتستذكر هذه الحلقة سيرة هذه السيدة الطاهرة، العلوية الزكية، التي وُلدت في المدينة المنورة عام 173هـ، وحملت ألقابًا كريمة مثل المعصومة – الذي أطلقه عليها أخوها الإمام الرضا (عليه السلام) لورعها وتقواها – والمحدّثة والعالمة وكريمة أهل البيت (عليهم السلام)، فهي ابنة صاحب السجدة الطويلة الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام)، ووريثة خصاله العظيمة، نشأت السيدة المعصومة (عليها السلام) في بيت العلم، فاقتبست من علوم أبيها وأخيها، وكانت محدّثة روت أحاديث مهمة كسلسلة حديث الغدير وحديث المنزلة، ثم نتوقف عند سبب رحيلها التاريخي إلى قم عام 201هـ، حيث لم تُطق صبرًا على فراق أخيها الإمام الرضا (عليه السلام) بعد استدعاء المأمون له، لتمرض بشدة عند وصولها إلى ساوة، ثم تطلب أن تُحمل إلى قم تحديدًا، ويُسلط الضوء على سرّ اختيارها لقم؛ لكونها أصبحت في ذلك الوقت من حواضر الشيعة بفضل جهود الأشعريين الذين اشتهروا بالجهر بالتشيع والاتصال المباشر بالأئمة، لتنتقل روحها الطاهرة إلى بارئها في قم بعد عمر مليء بالجهاد في سبيل الإمامة، وتصبح تلك البقعة مرقدًا مقدسًا ومهوى للأفئدة. وقد أكد الإمام محمد الجواد (عليه السلام) على عظم منزلة مرقدها بقوله: "من زار عمتي فاطمة المعصومة بقُم عارفًا بحقها فله الجنة"، لتتحول قم ببركة هذا المرقد إلى مركز عالمي للعلم ومرجعًا للحوزة.