إعداد وتقديم: سوسن عبد الله إخراج: زينب عدنان الضيفة: مريم الياسري الإفراط في الحب يفسد الطفل، فالمحبة هي الأساس الذي تقوم عليه العلاقة بين الأهل وأطفالهم، وهي الحاجة الأولى التي تمنح الطفل الشعور بالأمان والثقة، غير أن هذه المحبة قد تنقلب إلى عبء تربوي عندما تتحول إلى رعاية مفرطة بلا حدود، إذ يخلط بعض الأهل بين الحب الصحي وتلبية كل الرغبات دون ضوابط، مما يفتح الباب أمام التدليل الزائد، ويغذي الاعتماد المفرط على الآخرين، ويضعف قدرة الطفل على تحمّل المسؤولية، ومع مرور الوقت يتأثر نمو شخصيته وتتشكل لديه سلوكيات اتكالية تعيق نضجه النفسي والاجتماعي، كما يفقد مهارات المواجهة واتخاذ القرار، ويجد صعوبة في تقبل الإحباط والالتزام بالقواعد، ويزداد تعلقه بالأهل على حساب استقلاله، وتبرز آثار نفسية وسلوكية تمتد إلى مراحل لاحقة من حياته، تختلف حدتها باختلاف عمر الطفل وطبيعة شخصيته، الأمر الذي يستدعي من الأهل فهمًا أعمق لمعنى الحب المتوازن، فالمحبة الحقيقية لا تلغي الحدود بل ترافقها، ولا تعفي من المسؤولية بل تبنيها، وهي التي تجمع بين الحنان والتوجيه، وبين الاحتواء والتربية الواعية، لتنشئة طفل واثق بنفسه، قادر على الاعتماد على ذاته، ومتوازن في مشاعره وسلوكه.