تفاصيل الحلقة

الحلقة العاشرة: الرجل العابد

1430
مشاركة الحلقة
image

إعداد: إذاعة الكفيل/ وحدة الإعداد والتقديم تقديم: سكينة الموسوي المونتاج: إذاعة الكفيل/ وحدة المونتاج تعرض هذه الحلقة قصة جريج العابد، وهو رجل ترك التجارة وتفرغ لعبادة الله، فبنى لنفسه صومعة ينقطع فيها للذكر والصلاة. كانت أمه تأتيه بين حين وآخر، وفي ثلاث مرات نادته وهو يصلي فلم يجبها، فغضبت ودعت عليه قائلة: "اللهم لا تمتْه حتى ينظر في وجوه المومسات"، فكانت تلك الدعوة بداية امتحان كبير له. ذاع صيت جريج بين الناس وانتشر ذكر صلاحه، فحاولت امرأة بغي جميلة أن تفتنه، فلم يلتفت إليها. فاحتالت بأن أغوت راعيًا كان يمر بالصومعة، وحملت منه، فلما ولدت ادعت أن جريج هو الأب، عندها ثار الناس عليه، وهدموا صومعته، وضربوه، وحملوه إلى الطفل ليواجهوه بتهمته. طلب جريج أن يصلي أولًا، ثم دنا من الطفل وقال: "يا غلام، من أبوك؟" فأنطق الله الصبي فقال: "أبي فلان الراعي". عندها عرف الناس الحقيقة، وظهر البرهان الإلهي على براءة جريج. اعتذروا منه، وعرضوا أن يبنوا له صومعته من ذهب، لكنه طلب إعادتها من طين كما كانت، صارفًا قلبه عن مظاهر الدنيا. وسُئل بعد ذلك عن سبب ابتسامته حين مرّ على بيوت المومسات، فقال: "تذكرت دعوة أمي". والقصة تحمل دروسًا عميقة؛ أبرزها أن برّ الوالدين مقدم على كثير من أعمال الطاعة، وأن إهمال حقهما قد يجلب البلاء على الإنسان وإن كان عابدًا. كما تكشف أن الله ينصر أولياءه في الشدائد كما عرفوه في الرخاء، وأن الابتلاء طريق يمتحن به الصالحون ليزدادوا رفعة وثباتًا. وتبين أيضًا أن أهل الفساد قد يغارون من الطهر ويحاولون إسقاط الصالحين، وأن الثبات أمام الفتن هو مفتاح النجاة.