إعداد وتقديم: حنان حسين المونتاج الإذاعي: آية الطويل في هذه الحلقة من تهذيب النفوس نسلّط الضوء على خُلُقٍ عظيمٍ لا يستغني عنه مؤمن، وهو الصبر، زادُ السائرين إلى الله، وعنوان ثباتهم في وجه الابتلاءات. الصبر هو حبس النفس عمّا تحبّ، وترك الجزع عمّا تكره، وهو تحمّل الإنسان لما يعترضه من أحوالٍ صعبةٍ تستدعي منه الهدوء والتعقّل وطول الأناة. وهو ليس مجرد كتمانٍ للألم، بل قوّةٌ داخليةٌ تمكّن الإنسان من مواجهة ما يمرّ به بثقةٍ وإيمان. ومن صور الصبر: صبر المريض على مرضه، وصبر المصاب على مصيبته، وصبر المؤمن على ترك المعاصي، وصبره على طاعة الله، بل حتى صبره على دوام النعمة مع شكر الله عليها وعدم معصيته بها. وبيّنا في هذه الحلقة أنَّ الصبر من فروع الرضا بقضاء الله وقدره، وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، وقد جاء ذكر الصبر في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، قال تعالى: {الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ، وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}. فلنزرع الصبر في قلوبنا، ولنجعل منه سلاحًا في مواجهة البلاء، وزادًا للطريق نحو رضا الله تعالى.