تفاصيل الحلقة

الحلقة العاشرة: الرضا والقناعة

6 جمادى الأولى 1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: زهراء الطالقاني تقديم: سوسن عبد الله إخراج: خديجة الموسوي الضيفة: د. مريم الياسري/ دكتوراه تاريخ في رحلة الارتقاء بالذات والسعي نحو حياةٍ أكثر اكتمالًا ووعيًا، يبرز الرضا والقناعة كجوهرةٍ روحية تُنعِم على القلب بالطمأنينة، وتفتح للإنسان باب السكينة واليقين، فالسعي إلى التحسين المستمر لا يعدّ نقيضًا للرضا، بل إن القناعة بما قسمه الله تُزكِّي النفس وتمنحها قوةً وثباتًا في مواجهة تقلبات الحياة، ومن نور تعاليم أهل البيت (عليهم السلام) نستمدُّ الفهم العميق لهذا التوازن البديع بين الطموح المشروع والرضا العميق عن حكمة الله في عطائه ومنعه، حيث يتعلّم الإنسان أن يسعى بلا جشع، ويطمح بلا قلق، ويعمل بقلبٍ مطمئن لا ينهكه سباق المقارنة ولا يُضعفه ضغط التوقعات، فالقناعة لا تعني الانكفاء عن العمل، وإنما تكمن في طهارة النية، وصفاء القلب، والاستعلاء على نزعات النفس ورغباتها المتقلّبة، ولا يعد الرضا قبولًا بالضَعف بل هو يقينٌ بالقدر وثباتٌ أمام البلاء وقوةٌ تُعين على مواصلة الطريق بثقة، وبهذا الفهم يتحقق التوازن بين بناء الذات والرضا اليومي، فينعم الإنسان بسعادةٍ صادقة، وراحةٍ تُضيء مسار النمو، وتطمئن القلب إلى أن ما قُدِّر له هو الخير، وأن ما يسعى إليه سيأتيه في وقته، ما دام يعمل بنيّة صادقة ويقين راسخ بأن فضل الله تعالى لا يضيع.