إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: دعاء عباس المونتاج الإذاعي: آلاء السعدي العفة عن الإسراف والتبذير قيمة أخلاقية واجتماعية واقتصادية تحفظ توازن الإنسان واستقراره، وقد بيّن القرآن الكريم الحد الفاصل بين البخل والإسراف في قوله تعالى: «وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا»، فالمؤمن مطالب بالاعتدال في الإنفاق دون إفراط أو تقتير. إن تربية النفس على الاقتصاد والوعي المالي تسهم في بناء مجتمع متماسك يدرك مسؤولياته، ويستثمر أمواله فيما ينفعه وينفع من يعول، كتعليم الأبناء ورعاية الأسرة. ويُعد الدَين عبئًا ثقيلًا على صاحبه، كما وصفه الإمام علي (عليه السلام): «الدَّين إهانة في النهار وثِقل في الليل»، لذا فإن حسن إدارة الموارد يمنح الراحة والكرامة، كما أن الإسراف بدافع البذخ والتفاخر يضعف الروابط الاجتماعية، ويوسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، ويغرس شعورًا بالحرمان لدى محدودي الدخل. ومن صور التبذير المنتشرة ما يُصرف في المناسبات والمجالس والمآتم بما يتجاوز حدود الاعتدال. إن غرس قيمة العفة عن التبذير في نفوس الأبناء يكوّن جيلًا واعيًا يعرف أن الغاية من الحياة هي العمل الصالح لا الاستعراض والترف، وأن ما يُنفق في سبيل الله من صدقات وكفالات وإعمار للمقدسات هو الزاد الحقيقي نحو القرب الإلهي والفوز برضوان الله في الدنيا والآخرة.