إعداد: سارة عامر تقديم: زهراء الطالقاني المونتاج الإذاعي: رسل باسم تتحدث هذه الحلقة من برنامج "جذر أصيل" عن العلاقة بين الإيمان والعقل ودورهما في تشكيل الهوية الإسلامية، وكيف يمكن للشباب الجمع بين الإيمان الراسخ والانفتاح على العلم والمعرفة، فالإسلام منذ بداياته لم يكن دينًا يعادي العقل، بل خاطبه ودعاه إلى التفكر والنظر والتأمل بآيات الله في الكون والأنفس، وجعل من استخدام العقل طريقًا للوصول إلى الإيمان الحق، فالنقل الصحيح لا يتعارض مع العقل الصريح. والإسلام إذ يدعو إلى الإيمان القلبي، فإنه أيضًا يرفع من شأن العلم والعلماء، ويجعل طلب المعرفة فريضة على كل مسلم ومسلمة، فالعلم عبادة إذا اقترن بالنية الصالحة، وهو وسيلة لفهم سنن الله وتسخير الكون لما ينفع الإنسان. وقد جسّد علماء المسلمين في العصور الزاهرة هذا التوازن بين التدين والبحث العلمي، فجمعوا بين العبادة والاكتشاف، وبين التقوى والإبداع. أما اليوم، فيواجه الشباب تحديات فكرية تحاول الفصل بين الدين والعقل، لكن الشاب المسلم لا يُطلب منه أن يختار بينهما، بل أن يجعلهما جناحين متكاملين، فالإيمان الذي يستنير بالعقل يزداد ثباتًا، والعقل الذي يسترشد بالإيمان يزداد حكمة، فالتوازن بينهما يصنع هوية إسلامية قوية، تجمع بين نور القلب وضياء الفكر، وتمنح المسلم المعاصر القدرة على الثبات، ليعيش بعقله الواعي وإيمانه العميق، جامعًا بين عبادة الخالق وعمارة الحياة.