إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: دعاء عباس المونتاج الإذاعي: آلاء السعدي نتطرق في هذه الحلقة من برنامج "سلسال العفة" إلى موضوع العفة عن التطفل والفضول بصفتهما مفتاحًا لنجاح العقول واستقامة السلوك، إذ يعد التطفل من الصفات التي تنشأ عن إهمال تهذيب النفس وضعف الوازع الديني وغياب الأهداف الواضحة في الحياة، فينصرف الإنسان إلى تتبع خصوصيات الآخرين والانشغال بقضاياهم بدلًا من الانشغال بتطوير ذاته وتحقيق طموحاته، وتشير الدراسات إلى أن الفراغ والجهل من أبرز أسباب الفضول المذموم، بينما نجد الناجحين منصرفين إلى أهدافهم، زاهدين في الخوض بشؤون غيرهم، كما قال الإمام علي (عليه السلام): «من شغل نفسه بما لا يجب، ضيع من أمره ما يجب»، والفضول عادة سيئة قد يكتسبها الفرد من بيئته، وقد تكون نيات البعض حسنة لكنها تفتقر إلى اللياقة، مما يستلزم التعامل معهم بحدود تحفظ الخصوصية دون إساءة، فالعفة عن الفضول تقي الإنسان من الغيبة والنميمة وتجنبه المشكلات الاجتماعية وسوء الظن، كما تمنحه احترام الناس وثقتهم. إن التطفل غالبًا ما يجرّ إلى نقل كلام غير دقيق يثير الخلافات ويشوّه العلاقات، بينما يعكس تجنب الفضول نضجًا وسموًا في الخلق، والفضول عادة يمكن التخلص منها بالإرادة والوعي، وقد وصفها الإمام علي (عليه السلام) بقوله: «بئس العادة الفضول»، ومن أسوأ أنواعه ما يكون بدافع الحسد أو السعي وراء المكاسب والمناصب، إذ يفسد القلب والعلاقات ويضعف الإيمان، فالعفة عن التطفل والفضول خلق كريم، يطهّر النفس من اللغو ويصون العقل عن الانشغال بما لا يعنيه، لتبقى حياة الإنسان عامرة بالسكينة والنجاح.