إعداد: عهود العارضي تقديم: سوزان الشمري الإخراج الإذاعي: رسل باسم الضيفة: د. حنين كاظم الحسناوي أن الثقة بالنفس ليست نوعًا واحدًا، بل منها ما هو موهوم يقوم على الذات، ومنها ما هو قائم على الصفات العارضة من صحةٍ أو علمٍ أو قوة، وهي جميعها زائلة لا تدوم، وقد نبّهنا القرآن الكريم إلى ضعف الإنسان وتقلّب حاله في قوله تعالى: ﴿وَمَن نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ﴾، فالقوة التي يتوهمها الإنسان في ذاته ليست إلا عاريةً تُردّ إلى صاحبها، ومن ظنّ أن الكمال يأتي من ذاته فقد غفل عن مصدر القوة الحقيقي وهو الله تعالى. في هذه الحلقة تطرقنا إلى موضوع الثقة بالنفس وآثارها السلبية حين تنفصل عن خالق النفس سبحانه، لأن الثقة الحقيقية هي التي تُبنى على الإيمان والتوكل، وتستمد قوتها من معرفة النفس بضعفها أمام خالقها، فالمؤمن لا يرى في نفسه استقلالًا عن الله، بل يرى فيها وسيلة للطاعة وأداة للخير، ومن هنا تكون الثقة عبادةً وليست غرورًا، وتواضعًا وليست كبرياءً، لأن من عرف نفسه حقّ المعرفة، عرف ربَّه، واطمأن قلبه بذكره، وسار على درب النور بثقةٍ مؤمنةٍ وسكينةٍ راسخة.