تفاصيل الحلقة

الحلقة السابعة: إياك نعبد لا إيّاي أقدّر.. عبادة أم إعجاب بالذات؟

18ربيع الثاني 1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: عهود العارضي تقديم: سوزان الشمري الإخراج الإذاعي: ولاء محمد الضيفة: د. حنين كاظم الحسناوي في هذه الحلقة من برنامج "بك أكون" نفتح نوافذ التأمل لنتوقف عند معنى العبودية الخالصة لله تعالى، ونستضيء بآيةٍ عظيمة جمعت جوهر الدين وروحه: "إياك نعبد وإياك نستعين"، فهذه الآية تُعلّمنا الإخلاص في الطاعة، وأن العبادة لا تكون إلا له وحده سبحانه، والاستعانة لا تُطلب إلا منه في كل أمر من أمور الحياة، وقد بيّن الإمام العسكري (عليه السلام) أن قولنا "إياك نعبد" يعني الطاعة المخلصة بالتذلل والخضوع بلا رياء، وأن "إياك نستعين" تعني طلب العون منه على الطاعة كما أمر. إن فهم هذه الآية يكشف عن الصراع بين العبودية لله والعبودية الخفية للأنا الزائفة التي تُغري الإنسان بعبادة ذاته لا خالقه، فحين تتحرر النفس من أسر الأنا، تدرك حقيقة التوكل، وتجد سكينة القلب التي لا تنال إلا بالقرب من الله، وتغدو الصلاة بتكرار هذه السورة تجديدًا للعهد مع الله وتأكيدًا على وحدانيته المطلقة، فالعبودية هنا هي تحررٌ يُقوّي ويهذب النفس من كبريائها وغرورها، ومن فهم "إياك نعبد وإياك نستعين" وعايش معناها، نال التوازن بين العمل والثقة، وبين السعي والتوكل، فهي نبراس العارفين ودليل السالكين نحو صفاء القلب وصدق العبودية لله وحده لا شريك له.