تفاصيل الحلقة
الحلقة السابعة: العفة عن الانتقام ورد الإساءة دليل على قوة الثقة بالنفس
إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: دعاء عباس المونتاج الإذاعي: منار علي إن العفة عن الانتقام وردّ الإساءة بالإحسان، خُلق رفيع من مكارم الأخلاق، ودليل على قوة النفس وسموّها، يستمد نُبله من تعاليم القرآن الكريم وسيرة النبي وآله الطاهرين (عليهم أفضل الصلوات وأتم التسليم)، إذ قال تعالى: «وجزاءُ سيئةٍ سيئةٌ مثلُها، فمن عفا وأصلح فأجره على الله»، فالعفو خُلق عظيم يطفئ نار الظلم والعداوة، ويشيع روح الصفح والإصلاح في المجتمع. إن التسامح الحقيقي لا يصدر إلا من نفوس عالية أدركت أن الانتقام لا يجلب سوى القلق والاضطراب، بينما الإحسان يزرع الطمأنينة ويُصلح العلاقات ويحول العداوة إلى مودة، كما في قوله تعالى: «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌّ حميم». وقد جسّد النبي الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله) هذا الخلق بأسمى صوره يوم فتح مكة، حين عفا عن أشدّ أعدائه وقال: "اذهبوا فأنتم الطلقاء". وعلى نهجه سار أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، إذ منع جيش معاوية الماء عن أصحاب الإمام في صفين، فلما استعاد السيطرة على نهر الفرات سمح لخصومه بالشرب، قائلًا: "الناس في الماء والكلأ والنار سواء". وتؤكد هذه الحلقة أن العفة عن الانتقام دليل على تحرر النفس من قيود الماضي، إذ تمنحها القدرة على تحويل الألم إلى طاقة بنّاءة تُسهم في نشر الخير وتثبيت دعائم السلم الاجتماعي، كما أنها تحمي النفس من آثار الحقد المزمن وما يسببه من اضطرابات نفسية وجسدية، فيسمو المؤمن بنفسه إلى مقامات العفو التي وعد الله تعالى أصحابها بالأجر الجزيل.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.