تفاصيل الحلقة
الحلقة السادسة: العفة عن الشكوى والتذمر
إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: دعاء عباس المونتاج الإذاعي: منار علي في هذه الحلقة من برنامج "سلسال العفة" نسلّط الضوء على قيمة سامية من القيم الإيمانية، وهي العفة عن الشكوى والتذمر، بصفتها سلاحًا فعّالًا في مواجهة السلبية وبث روح الصبر والرضا في النفس والمجتمع، فالشكوى ليست كلها مذمومة، إذ ميّز الإمام الرضا (عليه السلام) بين الشكوى إلى المؤمن التي تعد شكوى إلى الله تعالى، والشكوى إلى غيره التي تعد شكوى على الله، مما يتطلب من المؤمن وعيًا دقيقًا في توجيه مشاعره، إن التذمر الذي يصدر عن ضيق شخصي أو اقتصادي أو اجتماعي، قد يكون ابتلاءً لرفع الدرجات أو نتيجة لأعمال سابقة، لكنه حين يتحول إلى عادة ملازمة، يغرس في النفس الكسل واليأس ويشيع جوًا من الإحباط يؤثر في الأفراد والمجتمع، فكثرة الشكوى تضعف الحالة النفسية، وتؤدي إلى العزلة الاجتماعية ونفور الآخرين، كما أنها في بيئة العمل تخلق أجواء سلبية تقتل روح التعاون والإبداع، ومع ذلك، فإن الشكوى الصادقة إلى المؤمن قد تخفف الضغط النفسي، وتفتح باب الدعم والحلول، بينما الشكوى الجماعية الواعية قد تسهم في الإصلاح المؤسسي والمجتمعي والشكوى في جوهرها انعكاس للإيمان؛ فالمؤمن يربي نفسه على الصبر والشكر والتوكل، ويميّز بين الشكوى إلى الله التي تعبّر عن الافتقار والتسليم، والشكوى من الله التي تحمل الاعتراض والسخط، وقد جسد نبي الله يعقوب عليه السلام هذا المعنى بقوله: «إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ»، كما قدّم الإمام الحسين (عليه السلام) أسمى أنموذج للتسليم المطلق والرضا عند الشدائد، وهو يردد: «رضًا بقضائك وتسليمًا لأمرك».
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.