تفاصيل الحلقة
الحلقة الرابعة: مرشّح الرياء .. حين نغذّي العين لا القلب
إعداد: فاطمة نجاح تقديم: فاطمة المدني المونتاج الإذاعي: هنادي الحسناوي الرياء داء خفي يتسلل إلى القلب فيثقل الأعمال ويشوّه النيات، إذ يجعل همّ النفس كيف تُرى لا كيف تُرضي، فيتحول فعل الخير إلى مسرحية معدّة لعيون الخلق بدلًا من أن تكون خالصة لوجه الحق، فهو خلل في النية الداخلية، يبدأ من رغبة مشروعة في نيل المحبة والثناء ثم يتضخم حتى يصبح عبودية للنظر، فيزيّن المرء أعماله ليُقال عنه صالح أو خاشع أو كريم، وكلما زاد مدح الناس زاد انشغاله بصورته لديهم، وإن غاب المديح ضعف عمله وتكاسل قلبه، وهنا يفقد العمل روحه ويبهت نوره وإن بدا في الظاهر طاعة، فالرياء يفرغ الأفعال من حقيقتها ويجعلها مجرد قشور بلا جوهر. وتأتي التصفية الروحية لتطهير النفس عبر مرشّحات تعيد للعمل إخلاصه ونوره، فمرشّح الإخلاص يربط النية بالله تعالى وحده دون انتظار نظر الناس، ومرشّح مجاهدة حب المدح يذكّر أن الثناء فتنة لا يجوز الركون إليها، وكلما سمع العبد مدحًا دعا ربه أن يغفر ما لا يعلمون، ثم يأتي مرشّح التأمل في حقيقة الأمور الذي يرسّخ أن ما يُقال عن المرء لا يبقى في صحيفته، وإنما ما كان خالصًا لله هو الذي يُرفع في سجل الخالدين، ومن يعبر هذه المرشّحات يخرج أنقى وأخفّ، يعمل الخير دون التفات، ويفرح بعمل خفي أكثر مما يفرح بصورة معلنة، فيصل إلى مقام من يعمل لله لا لغيره، فيسلم من حب الظهور ويُعان على الإخلاص في السر والعلن.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.