تفاصيل الحلقة

الحلقة الثالثة: مرشّح الغضب – حين تشتعل النفس وتُطفئ رزانتها وانضباطها

1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: فاطمة نجاح تقديم: فاطمة المدني المونتاج الإذاعي: هنادي الحسناوي الغضب نار خفية تشتعل في الأعماق، لا يُرى لهبها لكنها تحرق وتطفئ نور الاتزان، إنه قوة إذا لم تُهذّب تحولت إلى ضعف مدمّر، واندفاع يفقد النفس وقارها، وحين ينفلت من عقاله يهوي بالإنسان من قمة الرزانة إلى وادي التهور والندم، فهو شعور إنساني فطري، لكنه يصبح خطرًا إذا استحال إلى سلوك بلا ميزان، ومن هنا تبدأ رحلة التصفية الروحية التي تُعيد للنفس صفاءها وسكينتها، وأول مراحلها مرشّح الصمت الذي يطفئ شرارة اللسان قبل أن تتحول إلى لهب جارح، فالصمت عند الغضب هو لحظة نجاة تحفظ للنفس وقارها، ثم يأتي مرشّح ضبط النفس حيث تكمن القوة في كبح الجوارح لا في رد الإساءة، فالشديد ليس من يغلب الناس بل من يملك نفسه عند الغضب، ويلي ذلك مرشّح التأمل في العواقب الذي يفتح بصيرة العقل قبل أن ينفجر اللسان، إذ يدرك الإنسان أن الانفعال لحظة عابرة بينما نتائجه قد تبقى زمنًا طويلًا، وهنا يختار السلم والهدوء بدلًا من الصراع والخصام، فكظم الغيظ لا يعني إنكار المشاعر بل إدارتها بوعي ورشد، ومن يملك غضبه يملك نفسه ويسلم قلبه ويُحسن لمن حوله...