إعداد: نبأ شاكر تقديم: نبأ شاكر وزهراء الطالقاني الإخراج الإذاعي: ولاء محمد تضمنت هذه الحلقة تعزيةً بذكرى شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وقد وفقنا الله لنيل بركات هذه السيدة العظيمة من خلال فقرات تناولت جانبًا من عظمتها (عليها السلام)، وكانت على النحو الآتي: نور في قلب الظلام بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، بقيت الزهراء (عليها السلام) معيارًا للحق والباطل، فالولاء لها ولأهل بيتها، والبراءة من ظالميها، أصبحا امتحانًا للأمة، وقد قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها»، مؤكدًا بذلك مكانتها التشريعية العظيمة، إن خصومتها لم تكن شخصية، بل كانت موقفًا رساليًا في وجه الانحراف، وستبقى (عليها السلام) ميزان الإيمان والولاء عبر كل الأجيال. من وصايا الزهراء (عليها السلام) لم تكن وصايا الزهراء (عليها السلام) كلمات وداعٍ عابرة، بل صرخات وعيٍ وبصيرةٍ حملت همَّ الأمة، وفضحت الانحراف، وأشعلت نور الهداية، في كلماتها صدق الرسالة، وعنفوان الموقف، وثبات العقيدة، بقيت منارة حقٍّ تهدي الصادقين عبر العصور، وتوقظ الضمائر في كل زمان ومكان. صوت الحق جسّدت السيدة الزهراء (عليها السلام) أنموذج المرأة الرسالية الواعية بقضايا أمّتها وهمومها المصيرية، لم يكن وعيها السياسي وليد اللحظة، بل كان مبكرًا وعميقًا، ومواقفها اتّسمت بالحكمة والتبصّر، لا بالعاطفة المجردة، خرجت إلى الناس، فخطبت ببلاغة، ونافحت عن الولاية وحقوقها بشجاعة نادرة، جمعت بين دور الأم والزوجة والمربّية، ودور الخطيبة والمدافعة عن المبادئ. إن سيرتها تكسر القوالب الجامدة، وتمنح المرأة دروسًا خالدة في الوعي، والكرامة، والرسالية. لو كانت بيننا لو حضرت الزهراء (عليها السلام) بيننا اليوم، لخجلنا من تقصيرنا أمامها، كنا سنهمس بأسى: عذرًا يا سيدتي، كم صمتنا حين وجب الكلام، وكم تراجعنا حين استوجب الوقوف، نبحث عن ملامحك في كل مؤمنة طاهرة، في العفة والصبر، في الإخلاص والثبات، لقد علمتِنا أن نقول كلمة الحق ولو وقفنا وحدنا، وأن نبقى أوفياء للمبدأ مهما كانت التحديات. ستبقين يا زهراء، رايةً للحق، ومثالًا للثبات، ومدرسةً للوفاء، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.