تفاصيل الحلقة

الحلقة الرابعة: النجاح بلا توفيق وجه آخر للاستدراج

27 ربيع الأول 1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: عهود العارضي تقديم: سوزان الشمري الإخراج الإذاعي: رسل باسم الضيفة: د. حنين الحسناوي/ اختصاص علم نفس تربوي في هذه الحلقة نحاول فهم مفهوم التوفيق الإلهي في حياة الإنسان، وكيف أنه يختلف عن مظاهر النجاح الظاهرية التي قد تكون استدراجًا خفيًا، ففي القرآن الكريم إشارات بيّنة إلى خطورة الغفلة عن ذكر الله، حيث يُفتح للإنسان أبواب كل شيء فيظنّ أنه في نعمة، بينما يكون ذلك بداية للخذلان، فالنجاح الظاهري ليس بالضرورة دليل رضا إلهي، بل قد يكون حجابًا يحجب القلب عن الله، وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: "كم من مغرور بما قد أنعم الله عليه، وكم من مستدرج بستر الله عليه، وكم من مفتون بثناء الناس عليه"، وهذا يكشف أن النعمة قد تتحول إلى استدراج إذا لم تُقابل بالشكر والوعي. الاستدراج إذن هو أن يغرق الإنسان في وفرة النعم حتى ينسى المنعم، ويظن أن ما أوتيه توفيق بينما هو طريق إلى الغفلة، ومن هنا تتجلى أهمية أن يميّز العبد بين النعمة التي تقرّبه إلى الله، وتلك التي تجرّه إلى الانشغال بالدنيا، فالمعيار الحقيقي ليس في كثرة العطاء بل في بركته وآثاره الروحية. المؤمن الحقّ يجعل من كل نعمة وسيلة لشكر الله وزيادة الوعي، فلا يغترّ بالمظاهر ولا يفتتن بثناء الناس، بل يحافظ على تواضعه، ويرى النعم تكليفًا لا تشريفًا، ويدرك أن التوفيق هو الوصول إلى الله بقلبٍ خاشعٍ، وهكذا يتضح أن النجاح بلا توفيق قد يكون استدراجًا ناعمًا يخدع النفس، بينما التوفيق الحقّ هو الذي يثبت العبد في طريق الطاعة، ويجعله يسير في دروب الحياة بنور الله لا ببريق الدنيا.