تفاصيل الحلقة
الحلقة الخامسة: من شمائل الإيمان.. العفة عن إيذاء الجار
إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: دعاء عباس المونتاج الإذاعي: منار علي سلّطت هذه الحلقة من برنامج سلسال العفة الضوء على قيمة إيمانية عظيمة تتمثل في العفة عن إيذاء الجار، حيث يؤكد الإسلام أن حسن الجوار من كمال الإيمان، وقد ورد عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله): "ليس بمؤمن من لا يأمن جاره بوائقه"، في إشارة إلى أن المؤمن الحق هو من يصون جاره من كل شر وأذى، ولا يسيء إليه لا بالقول ولا بالفعل، فقد يكون الإيذاء أحيانًا نفسيًا عبر القطيعة أو الجفاء أو التحقير، وهو ما لا يليق بالمؤمن الذي يتبع وصايا نبيه الكريم، حتى قال (صلّى الله عليه وآله): "ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". كما ناقشت الحلقة ضرورة محاسبة الإنسان لنفسه في معاملته لجاره، فحسن الجوار اختبار إلهي ومرآة لصدق الدين، وحتى في حال الابتلاء بجار سوء فإن المؤمن مدعوّ للتغافل والصبر كما أوصى الإمام علي (عليه السلام) بقوله: "إن العاقل نصفه احتمال ونصفه تغافل". وتطرقت الحلقة إلى ما ورد في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام) من وصايا في حق الجار، كحفظه في غيبته وإكرامه في حضوره ونصرته إن ظلم، والستر عليه، ونصيحته فيما بينهما، ومؤازرته في شدائده، وهي أخلاق عالية تجعل من الجيرة رباطًا إنسانيًا وإيمانيًا متينًا. وأكدت الحلقة أن العلاقات الجيدة بين الجيران تسهم في بناء مجتمع متماسك يقوم على روح التعاون والألفة، وأن الجيرة الحسنة بين الكبار تنعكس على الأبناء فتغرس فيهم قيم التسامح والمودة. وبيّنت أن الجار القريب خير من القريب البعيد في المواقف اليومية الطارئة، وهو أول من يُستعان به عند الحاجة. وأشارت الحلقة إلى أن للجار حقوقًا متعددة: حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابة إن وجدت، ما يستلزم مراعاة هذه الحقوق والإحسان إليه، ومن صور ذلك تبادل أطباق الطعام، لاسيما في شهر رمضان والمناسبات الدينية، لما في ذلك من تعزيز روابط المودة. وختمت الحلقة بالتأكيد على أن الجيرة الصالحة شجرة وارفة الجذور، أصلها الرحمة والتكافل، وفروعها المحبة والمساندة، وبها تحفظ القيم الأصيلة وتنتقل للأجيال، ليبقى حسن الجوار زينة الإيمان وعنوان الأخلاق الإسلامية الرفيعة.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.