تفاصيل الحلقة

الحلقة الخامسة: الشخصية الإسلامية في المجتمع .. التحديات والفرص

1447هـ
مشاركة الحلقة
image

إعداد: سارة عامر تقديم: زهراء الطالقاني المونتاج الإذاعي: رسل باسم توقفت هذه الحلقة عند أبرز التحديات التي تواجه الشباب المسلم في مجتمعات قد تفتقر إلى التقدير أو الفهم الصحيح للهوية الإسلامية، الهوية التي تحمل في أعماقها روح الإيمان والعطاء، لكنها تحتاج إلى وعي وصبر لتبقى ثابتة وسط متغيرات العصر، ففي زمن العولمة والانفتاح الرقمي يبرز خطر نقص الوعي الديني الصحيح مقابل سهولة الوصول إلى ثقافات متعددة قد تتعارض مع ثوابت الإسلام، وغياب المناهج التربوية الفاعلة وضعف البرامج التوعوية الموجهة للشباب يجعلهم أكثر عرضة لتلقي معلومات مشوشة أو مغلوطة، كما أن الفضول الثقافي الطبيعي لدى الشباب حين يفتقد التوجيه السليم قد يقودهم إلى تبني أنماط حياة دخيلة أو تقليد أعمى يهدد ثبات الهوية، وتنعكس هذه التحديات في صورة صراعات داخلية بين التعاليم الدينية وما يشاهدونه في بيئتهم فتنتج اضطرابات نفسية أو ممارسات متطرفة أو استهتارًا بالدين، والحل يبدأ من ترسيخ وعي ديني متين ينشأ في الأسرة ويمتد عبر المؤسسات التعليمية والدينية والإعلامية، وهذا الوعي ينبغي أن يقوم على الفهم العميق والمتوازن الذي يجمع بين العقل والنقل ويقدم الإسلام بصفة منهج حياة متكامل ينسجم مع العصر، ومن الحلول الفاعلة اعتماد برامج تفاعلية حديثة تستخدم وسائل التواصل لتقديم محتوى ديني جاذب يجيب عن أسئلة الشباب، كما أن تشجيع الحوار الصريح معهم والاستماع لمخاوفهم يسهم في توجيه طاقاتهم نحو المعرفة النافعة، ولابد من بناء بيئة حاضنة تشجع على التمسك بالهوية وتحول الفضول الثقافي إلى نافذة للنمو والتطور لا إلى مصدر للانحراف، فالمجتمع الإسلامي إذا أحسن رعاية شبابه بالعلم والإيمان ضمن هوية قوية وواعية قادرة على التفاعل الإيجابي مع العالم، إن التحديات مهما عظمت يمكن أن تتحول إلى فرص متى ما قوبلت بالوعي الراسخ والحكمة المتزنة، لتبقى الشخصية الإسلامية ثابتة متصالحة مع العصر وقادرة على الإسهام في بناء مستقبل أكثر إشراقًا.