تفاصيل الحلقة
الحلقة الخامسة: الثقة سر القوة وإكسيرها الأحمر
إعداد وتقديم: نهاوند العبودي الإخراج الإذاعي: هبة قاسم الضيفة: الباحثة الاجتماعية خلود الهاشمي إن منح الثقة للفتاة هو الإكسير الأحمر الذي يجعلها قادرة على المضي، ويعزز فيها روح الصمود، فالثقة أضحت حقًّا مشروعًا لكل فتاة تسعى لأن تكون، فهي الأساس الذي تُبنى عليه الشخصية وتُصنع من خلاله الخيارات، فهي الركيزة الأولى التي تجعل الفتاة واثقة من خطواتها ومؤمنة بقدراتها، وتدفعها لأن تتعامل مع الحياة بوعي وإيجابية. هذا الإكسير النفيس يُشبه في ندرته وضرورته سرّ الحياة، إذ يمنح القوة الداخلية التي تحصّن الفتاة من الانكسار أمام التحديات، وتتشابك في بنائه أدوار متعدّدة تبدأ من الأسرة التي تمنح الدفء والدعم، مرورًا بالمدرسة التي تعلّم وتوجّه، وصولًا إلى المجتمع الذي إما أن يرفعها ويحتويها أو يحاصرها ويثقلها بالقيود، كما أنّ لغة الأهل تمثّل حجر الأساس، فإن كانت قائمة على التشجيع والدعم نمت الثقة، وإن اعتمدت على المقارنة أو التحقير تحطّمت النفس واهتزّ الكيان. ويأتي العالم الرقمي بدوره الخطير، فوسائل التواصل الاجتماعي قد تزعزع ثقة الفتاة إذا ملأت وعيها بالمظاهر الزائفة، وقد تدعمها إن استُثمرت في دوائر إيجابية وبيئات معرفية بنّاءة، كما أنّ الصداقة الصالحة والبيئة الداعمة تسهم في ترميم ما هدمته التجارب المؤلمة، فتمنح الفتاة فرصة لاستعادة ذاتها وبناء ثقة جديدة راسخة، وإنّ أبرز ما يهدد هذه الثقة أخطاء تقع فيها الفتاة نفسها، كالتساهل في مقارنة ذاتها بالآخرين، أو الانجرار وراء المثالية الوهمية، أو الانغلاق على الإخفاقات بدل التعلم منها. والثقة الحقيقية تتمثل في القدرة على تجاوز الضعف، لا في المثالية المطلقة بل في الإيمان بالنقص والسعي إلى الكمال الممكن، والنصيحة الذهبية لكل فتاة تعاني من ضعف الثقة أن تلتفت إلى ذاتها بعين الرضا، وتستمد قوتها من قيمها، وتعلم أنّ الله منحها القدرة لتكون، فلتصنع من ثقتها جسرًا إلى النجاح، وإكسيرًا أحمر يضيء دربها بالحياة.
الأرشيف الإذاعي
في هذا القسم تجد جميع تفاصيل الأرشيف الإذاعي والبرامج المنجزة.
آخر الحلقات