إعداد: زهراء الطالقاني تقديم: سوسن عبد الله إخراج: نور حسن الضيفة: د. فاطمة السلامي/ دكتوراه علوم قرآنية العادات تشكّل ملامح حياتنا، فمن الناس من يبقى أسيراً لعادات تقيّده وتستنزف طاقته، ومنهم من يجعل منها سلمًا يرتقي به نحو الأفضل، في هذه الحلقة من برنامج نحو نسخة أفضل نسلّط الضوء على آلية تكوّن العادات في حياة الإنسان وكيف تنشأ من التكرار والبيئة والمحيط، فنفرّق بين ما هو مكتسب وما هو نابع من طبيعة النفس. كما نعرض الخطوات العملية الأولى للتخلّص من العادات المترسخة عبر الوعي بها ومواجهتها تدريجياً، ونؤكد على أهمية استبدال السلوكيات الضارّة بأخرى نافعة صغيرة ومتواصلة، كالمواظبة على الصلاة في وقتها وممارسة الامتنان، لما لهذه الممارسات من أثر عميق في بناء شخصية أكثر قوة واتزانًا، ونبيّن كذلك دور البيئة المحيطة من أصدقاء وأسرة ومجتمع في دعم عملية التغيير وتثبيت العادات الإيجابية، فالمحيط السليم رافعة أساسية لمسيرة الإصلاح، ونستلهم من تراث أهل البيت (عليهم السلام) منهجًا تربويًا راقيًا في تهذيب النفس، إذ شبّهوها بالفرس الجموح الذي يحتاج إلى تدريب دائم وترويض مستمر حتى يعتاد على الخير. كما نتوقف عند قول الإمام علي (عليه السلام): غلبة العادة مفتاح الفقد، لتتجلى خطورة الاستسلام للعادات السيئة مهما صغرت، ولتترسخ قيمة المجاهدة والمثابرة في طريق إصلاح النفس، حتى يكون الإنسان سيد عاداته لا عبدًا لها، وقادرًا على تحويل سلوكه إلى مصدر قوة ورقيّ روحي وأخلاقي.