إعداد: وفاء عمر عاشور تقديم: دعاء عباس المونتاج الإذاعي: منار علي عفة النفس عن السخرية والاستهزاء من الآخرين دليل على طهارة قلب المؤمن وعلوّ مرتبته الإيمانية، فهي تحمي العلاقات الاجتماعية من التوتر وتمنع زرع الحقد والكره بين الأفراد. السخرية والتنمّر غالبًا ما تنبع من ضعف الثقة بالنفس أو نقص ثقافي واجتماعي، وقد تتحوّل إلى عادة موروثة في الأسرة والمجتمع، ما يجعل الفرد يتصرف بطريقة مدمّرة للآخرين ويخسر بذلك احترامه ومودتهم، هذه الأفعال تضعف النسيج الاجتماعي، وتمنع ظهور الطاقات والإبداعات الكامنة لدى الأفراد، فتتحول البيئة إلى مجتمع نمطي محدودة الفرص والتميز. إن من أخطر صور السخرية الحديثة استهداف الواجبات الدينية والقيم الإسلامية، مثل التقليل من الحجاب، عبر الإعلام المضلل، ما يهدد الهوية الإسلامية للشباب، فالعفة عن الاستهزاء تتطلب ضبط النفس، وتربية القلب على المودة واللين، ونشر حسن القول والرفق، بما يعزز الثقة والكرامة لدى الجميع. المجتمعات التي تغرس الثقة والاحترام تنتج أفرادًا مبدعين وبيئة صحية مزدهرة، بعكس المجتمعات التي تتغاضى عن السخرية والاستهزاء. إذن، العفة عن السخرية مسؤولية يومية، تتجلى في تهذيب النفس والحرص على حماية الآخرين من الأذى النفسي. وفي ختام هذه الحلقة أكدنا أن الحفاظ على هذه العفة يعزز الوحدة الاجتماعية ويقوي القيم الإسلامية، ويجعل الفرد والمجتمع أقوى وأرقى في تعاملاتهم، فطهّري قلبك، واتركي السخرية، وانشري المحبة والرفق، لتظل العلاقات قائمة على الاحترام والمودة، ولتظل الهوية الإسلامية صافية وثابتة.