إعداد: فاطمة نجاح تقديم: آيات الخطيب إخراج: دنيا الحميري الضيفة: الإعلامية آلاء طاهر الحمد لله الذي أبدع الخلق في أحسن صورة وأضفى على الكون جمالًا يشهد بعظمته وجعل فينا حب الجمال فطرة تميزنا، فالجمال آية من آيات الله يجمع بين الظاهر والباطن ويعكس حكمة الخالق في إبداعه، وهو نعمة تبهج الروح وتسعد النفس، وقد يتحول إلى نقمة إذا أساء المرء توجيهه بالغرور والتفاخر وإثارة الفتن. إن الجمال مظهر من مظاهر عظمة الله في خلقه ودليل على أن النعمة قد تكون ابتلاءً يرفع شأن الإنسان أو يهوي به إلى الزلل، وهو انعكاس للأخلاق والقيم التي يحملها المرء في داخله إذ يجعل صاحبه محبوبًا محترمًا بقدر ما يتجلى فيه من صفاء الروح وطيب الخلق، والجمال لا يقل أمانة عن المال والسلطة فهو مسؤولية تستلزم الوعي والتوازن في استعماله، ومن الواجب تربية الأبناء على فهم الجمال بصفته نعمة تربطهم بالله وتبعدهم عن التباهي والتفاخر، فالجمال الحقيقي هو جمال الروح الذي يشيع الثقة بالنفس وينشر الأمل في القلوب، وهو رسالة تدعو الإنسان إلى تقدير ذاته وإشاعة الخير من حوله. في ختام حلقتنا اليوم بيّنا أن الجمال نعمة إذا استعملت في مواضعها صارت سببًا للقرب من الله، أما إذا أسيء توجيهها كانت وبالًا على صاحبها، والجمال في جوهره إشراقة داخلية قبل أن يكون هيئة خارجية، وهو مسؤولية كل مؤمن في إدارة نعم الله تعالى حق الإدارة ليجعلها طريقًا للشكر والتواضع لا سبيلًا للكِبر والتفاخر.